تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

عن حديث لذاكرة بصرية

٤٠ عاماً على الخروج من بيروت

 

خرجت منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت، عام ١٩٨٢، وتغيّر التاريخ السياسي الفلسطيني وتغيّرت فنونه بعد ذلك. كانت السينما واحدةً من التمثّلات الأشد وضوحاً لصورة الفلسطيني المتغيرة، قبل الخروج وبعده، فكيف كان ذلك؟ وبأي أفلام؟ وما الذي صوّرته؟

تشتت الفلسطينيون مجدداً، بعد عامي ٤٨ و٦٧، وسلّم الفدائي سلاحه، وعاد ليحمل صفة اللاجئ في بلدان عربية وأجنبية، بعيداً عن الحدود.

تمثّل ذلك في السينما الفلسطينية، صناعةً وموضوعاً، وكانت الأفلام المزامنة لتلك المرحلة من تاريخ الفلسطينيين والمشرقيّين، المسجّلة في أعوام ٨١ و٨٢ و٨٣، تشكّل مرحلة عبور، بصري وسردي، من شكل إلى آخر، ومن مضمون إلى آخر في هذه السينما. هنا، انتهت السينما النضالية الفلسطينية، وتكشّف الفلسطينيون على أنواع سينمائية مستجدّة لاءمت سياقهم التاريخي.

أفلت الثورة الفلسطينية وتلاشى كفاحها المسلح ليدخل أصحابها مساراً أودى بنا أخيراً إلى ما نحن فيه.

تمرّ علينا اليوم الذكرى الأربعون لذلك الانقلاب في الصورة والتّمثيل، لنختار في مهرجان "أيام فلسطين السينمائية" استعادة المرحلة من خلال أفلامها.

ينظّم المهرجان ضمن دورته التاسعة، في الأسبوع الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني، برنامجاً موازياً لمسابقاته وعروضه الثابتة، ويقدّم فيه أفلاماً اختارها فريق المهرجان، تنقل، بقدر ما يمكن للسينما أن تستطيعه، حكايات وشخصيّات من ذلك الزمان، من عشيّة الخروج.